"هآرتس": الحرب تتخذ منعطفاً خطيرا جديدا بعد قصف ميناء الحديدة اليمني

وقالت الصحيفة :منذ تسعة أشهر ونصف، شهدت الصراعات بين إسرائيل وحماس تصعيدات متكررة، إلا أن الأمور أخذت منحى مختلفًا تمامًا بعد أن أطلقت جماعة الحوثيين طائرة بدون طيار من اليمن، استهدفت مدينة تل أبيب وأسفرت عن مقتل إسرائيلي. بعد أقل من 24 ساعة، ردت القوات الجوية الإسرائيلية بشن هجوم جوي على ميناء الحديدة اليمني، مستهدفة مستودعات الأسلحة ومحطات توليد الكهرباء ومنشآت تخزين النفط، ما أسفر عن أضرار جسيمة.

توضح "هآرتس" أن هذه الضربة، التي تمت على بعد حوالي 1700 كيلومتر من إسرائيل، ترسل رسالة واضحة حول القدرات العسكرية البعيدة المدى للقوات الجوية الإسرائيلية، خاصة إلى إيران. ومع ذلك، يتوقع أن تؤدي هذه الهجمات إلى ردود انتقامية من الحوثيين قد تزيد من احتمالية اندلاع حرب متعددة الجبهات وأكثر حدة.

كان إطلاق الطائرة بدون طيار من اليمن مفاجأة كبيرة، حيث لم يكن هناك أي تحذير استخباراتي مسبق، ويبدو أن الجهاز الدفاعي كان محدوداً في التعامل معها. في بيان سابق، أكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أن سلاح الجو نفذ عملية "اليد الطويلة" لضرب أهداف تابعة لجماعة "أنصار الله" الحوثيين في ميناء الحديدة، ما أدى إلى اندلاع حريق ضخم تكافح طواقم الإطفاء اليمنية للسيطرة عليه.

تعقيباً على الهجوم، صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "منذ بداية الحرب أوضحت أن إسرائيل ستؤذي كل من يلحق بها الأذى". 

 وأكد أنه عقد اجتماعاً لمجلس الوزراء السياسي والأمني لدعم قراره بمهاجمة أهداف الحوثيين في اليمن، مدعيًا أن الميناء يستخدم لأغراض عسكرية وكنقطة دخول للأسلحة الموجهة ضد إسرائيل ودول المنطقة.

في المقابل، توعد الحوثيون بالرد على القصف، مؤكدين في بيانات وتصريحات أن "الرد أمر لا مفر منه" وأن "إسرائيل ستدفع الثمن" وأن التصعيد سيقابله تصعيد. 

وفقًا لوسائل إعلام عبرية، فإن "18 طائرة مقاتلة، معظمها من طراز إف-35 وإف-15، انطلقت نحو المهمة التاريخية وأسقطت أكثر من 10 أطنان من المتفجرات على عدة أهداف في منطقة الميناء، مما تسبب في أضرار جسيمة للرافعات المستخدمة لتفريغ حمولات الحاويات، بالإضافة إلى إتلاف العديد من خزانات النفط".

أعلنت وزارة الصحة العامة التابعة لحركة "أنصار الله" في اليمن أن العدوان الإسرائيلي على محافظة الحديدة أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 87 آخرين.

تظل الأوضاع متوترة ومتقلبة في المنطقة، حيث يزيد كل تصعيد من خطر اندلاع حرب أشمل تشمل جبهات متعددة، ويبدو أن الفترة القادمة ستحمل المزيد من التحديات والتوترات.